الدعايات المحوسبة...الجيل الجديد من حروب الهاشتاغ و صناعة البوتات الرقمية عبر منصات الميديا الجديدة

بقلم: أ. خالد حمادي 

 "نحن اليوم أمام حرب جديدة تغيرت فيها الأسلحة وأستبدلت عبرها الوسائل، ورصدت خلالها  تكتيكات رقمية  صنعتها أيادي بشرية  بخوارزميات الذكاء الإصطناعي، أصبحت تتجسد عبر دعايات محوسبة تصنعها آلات الميديا الجديدة، إنه فضاء جيوش التصيد الرقمي وحروب التريند والهاشتاغ، حروب التسويق لمن يملك جمهور أكثر مهما كانت الوسائل والحيل" . خالد حمادي. 

حتى بالنسبة لمَن ليس لديه حضور قوي جداً على وسائل التواصل الاجتماعي أو عبر الانترنت بشكل عام، يعلم ماذا يعني الهاشتاق ، أو على الأقل سمع أشخاصاً آخر من حوله يذكرون أمامه هذه الكلمة.

سقطت مؤخراً أقنعة النزاهة والمثالية عن بعض المؤثرين في شبكات التواصل الاجتماعي. حتى أن بعض المقربين منهم يؤكدون أن الخلافات الحادة التي تنشأ أحياناً بينهم هي خلافات مفتعلة للفت الأنظار إليهم. وقد دفع في السابق من أجلها الطرف الأقل شهرة مالاً للطرف الأكثر شهرة بهدف إثارة المتابعين وزيادة انتباههم. لكن ما الذي تغير في اقتصاديات السوشيال ميديا؟ وكيف سيؤثر ذلك في العديد من المشاهير في المستقبل القريب؟ وقبل كل ذلك، ما الدور المتوقع من المؤثرين في شبكات التواصل؟

بالنسبة للأشخاص الذين يتمتعون بحضورهم القوي على وسائل السوشيال ميديا، من الصعب جداً أن تعثر على منشور أو بوست من منشوراتهم لا يحتوي على الـ Hashtag.

نشأ مفهوم الـ Hashtag من التويتر. ففي عام 2007، بدأ المستخدمون بالعادة التي نعرفها اليوم، وهي تحديد بعض الكلمات المهمة أو الرئيسية في منشوراتهم باستخدام إشارة المربع المعروفة (#) أو رمز الشباك – رمز الرقم كما هو معروف أيضاً على الانترنت.

والتويتر، انطلاقاً من هذه الحركة واستجابة لها، وضع hyperlinks أو روابط تشعبية في المفاهيم المميزة لهذه الطريقة.

وعلى ما يبدو أنّ ما كان مجرد رمز في البداية، أصبح أيقونة فاعلة ومؤثرة في الوسط الإنساني، لا سيّما وأنّ هجرة ملحوظة بدأت منذ قرابة عقد من الزمن باتجاه الإعلام الرقمي عبر منصات التواصل الاجتماعي، فلم يعد الإعلام التقليدي مسيطراً على صناعة الخبر وبثه، وقد أصبح المتلقي صانعاً للمحتوى، ومنتجاً للمعلومة، ومستثمراً فيها، ليُصبح دون شكّ عنصراً فاعلاً ومؤثراً في النشاط الإعلامي، ولا شكّ أنّ ذلك الشبّاك الصغير بات يؤثر بشكل ملحوظ إلى حدّ معين في صناعة وتشكيل الرأي العام، وتوجيهه، وذلك من خلال قدرته على تسليط الضوء على مختلف قضايا البشر واهتماماتهم، ورفعها إلى صدارة الأولويات، أو تحويلها إلى بؤر ساخنة تستثير النقاش والجدل، وعلى الرغم من الأثر اللحظيّ والسريع الذي تتصف به تلك الوسوم، إلّا أنه من الممكن اتخاذها وسيلة لاستشعار احتياجات الأفراد، وتلمّس مشكلاتهم بشكل استباقي ومبكّر من قبل صنّاع القرار، كما أنّ الهاشتاغ بات وسيلة تثقيف سهلة وسريعة الاستخدام، إذ يمكن بالضغط عليه تتبع كل ما له علاقة بالكلمات الدلالية التابعة له، ومعرفة كل ما قيل أو نُشر حولها.

تعرف شركة "Duo Security"، المتخصصة في خدمات التحقق من الهوية، البوت بأنه برنامج يشبه الروبوت يستطيع التحكم في مئات الحسابات الوهمية على موقع "تويتر"، لاستخدامها في عملية تغذية هاشتاج ودفعه إلى قائمة الأكثر تداولًا من خلال نشر تغريدات على ذات الهاشتاج أو إعادة التغريد.

ولا يعد استخدام البوت آلية الصراع الوحيدة على تويتر، إذ يساهم ما بات يعرف بـ"الذباب الإلكتروني" أو "اللجان الإلكترونية" المكونة من حسابات حقيقية على مواقع التواصل الاجتماعي يتم التنسيق بينها، في دفع وسوم بعينها إلى قائمة الأعلى تداولا في محاولة للتأثير على الرأي العام، وتضليل رواد مواقع التواصل، من خلال خلق صور زائفة عن التأييد الشعبي بحسب إفادة الباحث في مجال التقنية بمعهد قطر لعلوم الحوسبة طاهر زنودة.

ما هي البوتس (BOTS

يمكن تعريف البوت بأنه روبوت الويب، الذي تغذيه خوادم ذكية، تقوم بمهام متكررة أو تلقائية عبر برنامج ينسق عملها لتحقيق عملية إعجاب أو إعادة تغريد أو انتشار لتغريدات بعينها أو ما يعرف بـ massive feed، أو التغذية الغزيرة، ويتم تقسيم مهام تلك الروبوتات عبر حساب أساسي يوجه بعضها للنشر أو إعادة النشر أو حتى الإعجاب والتفاعل مع المشاركين على الوسم أو الهاشتاغ، إذ تقوم بعض البوتات بالرد الآلي، بشكل أسرع من ردود اللجان الإلكترونية أو الذباب الإلكتروني، حسبما يقول مصمم المواقع والخبير التقني الذي يعمل في الدوحة وقّاص أحمد.

ويعمل الباحثون على دراسة البيانات الضخمة من أجل معرفة الحسابات الوهمية، من خلال "خوارزميات" ذكية وفقا لما أوضحه الباحث زنودة، والذي تابع "وجد الباحثون أن الحسابات الوهمية تشتبك في نشر محتوى معين، بشفرات محددة، ويتم إنشاؤها في فترات متقاربة، وكذلك يتم استخدام صور مأخوذة من الإنترنت، وليست صوراً شخصية لأصحاب الحسابات في عديد الحالات" كما يقول، بينما توضح دراسة البوت السياسي والتلاعب بالرأي العام في فنزويلا المنشورة في يوليو/تموز من عام 2015، أن البوت يفتقر إلى معلومات الحساب الأساسية مثل الاسم أو الصور الشخصية، ما جعل هذه الحسابات تعرف باسم "بيض تويتر" لأن الصورة الشخصية الافتراضية على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) هي البيضة.

ما يعزز أن البوت أصبح لاعبًا أساسيًا في المعترك السياسي، الدراسة التي قام بها أربعة علماء تحليل بيانات في جامعة كورنيل الأمريكية خلال يوليو العام 2015، بعنوان "البوت السياسي والتلاعب بالرأي العام في فنزويلا".

الدراسة فجّرت قضية أثارت الرأي العام وقتها، بعدما كشفت عن استخدام النظام الحاكم في فنزويلا برامج "البوت" في الدعاية السياسية، وخلق صورة زائفة من التأييد الشعبي الواسع للرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو على تويتر، بإظهار كتل تأييد واسعة لرؤى الرئيس.

وفي دراسة بحثية نشرت العام 2019، أجراها باحثون في جامعة "ساذرن كاليفورنيا" تتبعت حوالي 250 ألف حساب على تويتر، نشرت تغريدات تتعلق بمواضيع سياسية أو بالانتخابات التي أجريت عامي 2016 و2018، خلصت إلى أن 12.6% أي حوالي 31 ألف حساب كانت حسابات من نوعية "بوت".

وشهدت السنوات الأربع الأخيرة استخداما سياسيا واسعا للبوت، كونه الوسيلة المثالية للحشد على مواقع التواصل المختلفة من خلال بث رسائل تلقائية لتوجيه وجهة نظر سياسية معينة، كما يقول الخبير وقاص، وهو ما يؤكده عمار محمد مستشار ومدرب الإعلام الاجتماعي لـ"العربي الجديد"، مشيرا إلى أن استخدام البوت بدأ في المواقع الإلكترونية لشركات الطيران، من أجل خلق ردود آلية على المتصلين، الأمر الذي يسّر على آلاف الزبائن تعاملاتهم، ثم في الإعلانات التجارية، وانتقل الأمر إلى المطاعم الكبرى، والمتاجر العالمية، التي استبدلت موظفين بمجموعة من البوتات، وتزايدت منذ سنوات قليلة عملية استخدام البوت في دعم أفكار سياسية، كدعم بعض المرشحين للرئاسة في عدة بلدان، من بينها الانتخابات الروسية والأميركية والفرنسية، فحساب الرئيس الأميركي دونالد ترامب يحتوي على 32 مليون متابع، والحساب في حقيقة الأمر عليه نصف هذا العدد فقط، وأغلقت فرنسا 40 ألفاً من الحسابات الوهمية التي سعت إلى خلق صورة مغايرة عن الواقع، وفقا للمصدر ذاته، ويعمل البوت في هذا التوجه على دعم مرشحين للرئاسة، إلى جانب توسع استخدام البوتات بطريقة واضحة في الترويج لأفكار إرهابية".

ووجدت بعض الأنظمة في البوت فرصة لاستثمار وتوظيف التغريد الإلكتروني، من أجل التشويش على الآراء الحقيقية وأصوات شعوبها، وصناعة رأي عام مغاير، وفقا لما قاله لـ"العربي الجديد" أستاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة قطر، الدكتور ماجد الأنصاري، والذي لفت إلى أن طبيعة تعاطي وتواصل الشباب العربي على الإنترنت تغيرت بعد انطلاق الربيع العربي، إذ تم استغلال هذه المنصات في تنظيم الجهود الثورية، وفضح جرائم الأنظمة، ما جعل هذه الأنظمة تقوم بالرد عبر وسائل التواصل الاجتماعي، التي اكتشفت أن بإمكانها أن تقوم بالحشد السياسي وتوجيه الجمهور من خلالها بشكل أفضل لمصلحتها، مستخدمة في ذلك جيشاً إلكترونياً في وسائل التواصل.

إن ماكينة الكذب التي تعمل بشكل جيد تتطلب وجود وكالات حكومية وقادة سياسيين أو مرشحين للانتخابات أو أحزاب سياسية، تنتج معلومات مضللة في خدمة أجندتها السياسية أو مشروعها الأيدلوجي الكبير.

 تحتاج ماكينة الكذب إلى نظام توزيع، والذي يتخذ اليوم شكل منصات السوشيال ميديا. ونظام توزيع مكون من بوتات Bots أو روبوتات شبكة، وحسابات مزيفة وخوارزميات المنصات التي يسهل استغلالها، وبنية تحتية تقنية لتعبئة وتغليف الكذب وتوصيله إلى بريدنا الوارد و ملخصاتنا من الأخبار على فيسبوك وتويتر.

خلال السنوات الأخيرة الماضية بدأ عدد متزايد من الناس ملاحظة تزامن التفكير أو الحديث عن منتج معين مع وصول إعلانات إلى بريدهم الإلكتروني وملخصات الأخبار على حساباتهم على السوشيال ميديا. أنا واحد من ّأولئك الذين اعتقدوا في البداية أنّ ميكروفون الجهاز يسجل المكالمات والأحاديث ويرسلها إلى قواعد بيانات الشركات الرقمية حيث تقوم الخوارزمية بتحليلها وتوجيه إعلانات تتناسب مع توجهاتي الشرائية… لكن ما ثبت هو أنني كنت مازلت عالقًا في عقلية القرن العشرين وفكرة التجسس والتنصت والميكروفونات المخفية. لا يحتاج فيسبوك والمنصات الأخرى الميكروفونات للاستماع إلينا، فهم يقومون بتطوير أنظمة تقنية تفتقر للشفافية ومعقدة بشكل متزايد لتتبع وجمع ومعالجة المعلومات حول المستخدمين. لديهم بالفعل طرق لمعرفة أشياء عنا لم نفهمها بالكامل حتى الآن. لكن ما نعرفه هو أنّ ما يتم جمعه من معلومات من خلال تتبع النشاط عبر الإنترنت، يكفي لإخبارهم بما يحب الناس، وما يبحثون عنه، وما يستمعون إليه ، وما يقرؤونه، وأين يتسوقون، والأدهى من ذلك من هم أصدقاؤهم وما الذي يعجبهم قراءته وشرائه- بيانات يتم جمعها دون وعينا. وبعد ذلك، يتم جمع هذه المعلومات مع المعلومات التي تم شراؤها من وسطاء البيانات التجارية حول حياة الأشخاص غير المتصلة بالإنترنت، مثل عدد بطاقات الائتمان التي يمتلكونها، ودخلهم ، وما الذي يشترونه عندما يذهبون لشراء البقالة. وكل هذه المعلومات يتم دمجها ببيانات الأصدقاء، لأنهم إذا كانوا يعرفون ما الذي يشتريه أو يقرأه المقربون مني فهناك فرصة جيدة أن أهتم بنفس الشيء وعندي قابليه لـ الإقنتاع بشرائه أو قراءته في حال استهدافي بإعلان موجه ومشخصنٍ. وهذه الدقة في توجيه رسائل مشخصنة للأشخاص القابلين للإقناع أو Persuadables اعتمادًا على جمع وتحليل البيانات، لم تبقى في عالم الإعلانات التجارية وموقع أمازون، و أسالت لعاب السياسيين واللوبيات حول العالم.

ما تنتجه ماكينة الكذب هو ما يسميه فيليب هوارد الدعاية المحوسبةComputational propagandaوهي الأخبار والمعلومات المضللة التي يتم إنشاؤها لخدمة مصالح سياسية ويتم توزيعها خوارزميًا عبر شبكات السوشيال ميديا، إما عن طريق حسابات مؤتمتة على تويتر أو مستخدمين وهيميين على فيسوك، أو الدفع مقابل الإعلان واستغلال الخدمات التي توفرها منصات السوشيال ميديا لكل أنواع المعلنين. لكن مع بعض الاختلافات عن دعاية أمازون الذي يعرف ما نريد شراءه قبل حتى أن نفكر به، فهذه الدعاية المحوسبة تسعى إلى استغلال مخاوف الناس ونقاط ضعفهم وتغيير ما يؤمنون به، ليس من خلال المنطق والإقناع العقلي، لكن من خلال التلاعب بعواطفهم

باتت تفاعلات الناس على هذه المنصات مشبعة بالتحيز وبتنا نجاهد لتمييز الحقيقة من الزيف، ومع ذلك لا يقول هوارد بأن الحل هو في التخلى عن السوشيال ميديا بل ربما المزيد منها، ويفترض أنّ جهدًا متعدد الإختصاصات يجمع بين علم الكمبيوتر والبيانات وعلم الاجتماع والإنسانيات سوف يكون جزءا من الحل لمساعدتنا على تحديد اللاعبين السيئين وكشف الكذب، والعمل مع منصات السوشيال ميديا ذاتها لدفعها للتوقف عن الترويج للمعلومات المضللة، رغم اعترافه بأن القضية معقدة نظرًا لأن ثمة العديد من أصحاب المصالح القوية في الاستمرار بصناعة الأكاذيب ، بما في ذلك السياسيون والشركات التي تحقق أرباحًا هائلة من هذه الصناعة. ويجب على أي جهاز من أجهزتنا، سواء كان جهاز موبايل أو ثلاجة، إخبارنا عن من هو المستفيد النهائي من البيانات التي يتم جمعها عنا. وإذا اخترت التبرع ببياناتي بمحض إرادتي لحزب سياسي أو مؤسسة بحثية أو صحية، على سبيل المثال للمساهمة في احتواء وباء كورونا، فيجب أن يكون ذلك ممكنًا ومن حقي. إن البيانات الأكثر أهمية اليوم ليست في المكتبات العامة ولا عند الوكالات الحكومية بل في السيليكون فالي ولايمكن للمؤسسات الحكومية والصحية الوصول إليها. ولا تتعامل شركات السيليكون فالي مع بيانات مستخدميها على أنها ملك لها ومحمي بقوانين الملكية الفكرية فحسب، بل وتتلاعب بها. يعتبر البعض البيانات نفطًا أو ذهبًا جديدًا، ويعتبرها آخرون ثاني أكسيد كربون جديد نظرًا للدور المدمر الذي تقوم به. لاشك في أن البيانات مكون خام يمكن استخدامه في مجالات عدة، ويمكن استخدامها للخير والصالح العام، ولكن مانراه حتى الآن وما كشفه الكتاب ، هو أن عدد من الشركات العملاقة تستخرج وتعدّن البيانات وتستخدمها بطرق مختلفة، ويستفيد منها عدد محدود من الشركات على حساب الصالح العام، لقد باتت البيانات اليوم مصدرًا مهمًا، وربما الأهم، للسلطة، وثمة ثمن يدفعه البشر أذا لم يكن لديهم آلية فحص فعالة ومستمرة للسلطة، وقواعد قانونية يقاد من خلالها المجتمع. سواء كانت تلك السلطة في العالم الافتراضي أو العالم الحقيقي.

المراجع :

1-منصة hotmart، عبر الرابط 

https://2u.pw/0r0ZQ

2-عامر أحمد العورتاني، صحيفة الرأي،2021،الرابط

https://2u.pw/4W1Ek

3-هناء الجبالي، العربي الجديد، 2017، الرابط

https://2u.pw/5ZJLW

4-سمر مدحت، جريدة أمان، 2020، على الرابط

http://www.aman-dostor.org/show.aspx?id=33828

5-محمد رمضان، صحيفة القبس، 2017،الرابط

https://2u.pw/Py64n

6-  عمر السعدي، قراءة في كتاب "ماكينة الكذب: كيف تحمي الديمقراطية من جيوش التصيد، والروبوتات المخادعة، وتدوير الأخبار الرديئة، والجماعات السياسية، فيليب هوارد وآخرون، على الرابط

https://www.oksaadi.com/podcast/episode-2/

 

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لماذا نريد معرفة يوميات الأخرين؟...بين سيميولوجيا الجذب لدى نجوم الميديا وترندينغ الجمهور الشبكي

خلف كواليس شاشات السوشيال ميديا! ... لعبة صناعة التأثير والتسويق للمؤثرين